ودعت الصحافة الوطنية محمد طلال أستاذ أجيال في الصحافة ، و قد سلم السي محمد الروح لبارئها في المصحة بعد صراع مع المرض ، و الراحل من مواليد 1945 ، إبن منطقة درب السلطان- بني مكيلد ، من الرعيل المتنير و المنشغل بقضايا الوطن، طائر ثائر محمل بفكر تقدمي يرى الوطن في مستوى أرقى فدفعه الرفض إلى إختيار النفي الإضطراري و قضى في الجزائر من 1967 إلى 1979 و في الإغتراب واصل الدراسة مناضلا منخرطا في قضايا و هموم البلد و إنتقل إلى التدريس و التعليم في مجال الصحافة كفاءة مغربية إبتعد و تحمل أشكال الغربة و النضال !!و في سنة 1979 عاد ملبيا نداء الوطن غفور رحيم و إختار المساهمة في تكوين الصحافة بدل مهمات أخرى عرضت عليه ، و شغل مهمة مدير المعهد العالي للصحافة بالرباط حتى سنة 2005 و كانت له بصمات في تحضير أجيال من الصحفيين حرص على تكوينهم في مختلف الأجناس مؤمن بقيمة الرسالة النبيلة الرامية إلى حماية الضمير ...و تكوين صحافة متمرسة على الإنخراط في الرأي و التفكير و الأنتقاد و الصدق في الإقتراح و القيام بالواجب إتجاه الوطن ...و في سنة 2005 أحدث المعهد العالي للصحافة في الدار البيضاء و حقق الإنجاز - الحلم - بوطنية جامحة و إستمر وفيا للأمانة ، يؤطر و يوجه ، أستاذ أجيال ، نمودج حي في التضحية و التفاني و نكران الذات مؤمن بحرية الصحافة و التعبير ، رجل إستثنائي إنسحب في صمت و غادر جغرافيا الإعلام مخلفا رصيدا هاما في التعليم و التكوين و تحضير أجيال في الصحافة الوطنية ، و موازاة مع النضال و خدمة الإعلام ظل الأستاذ وفيا ل العائلة بكل معاني التضامن و الإخلاص ...
يرحل السي محمد طلال و يودع الإعلام الوطني إسما كبيرا ، أستاذ أجيال،، مغربي وطني ...تعازينا الصادقة إلى الأسرة ، الزوجة الكريمة و الأبناء أحمد - الحسين - حليمة - رباب و عائلة طلال و إلى الصحافة الوطنية ...
رحم الله السي محمد طلال الأستاذ الوطني و عوض المغرب خسارته ...إنا لله و إنا إليه راجعون .
محمد أبوسهل .