شيد ميديا: خليل أبو فدوى
هل كان الرأي العام المغربي في حاجة لظروف خاصة،كتلك التي فرضها وباء كورونا ليعرف حقيقة سلوك بعض أرباب التعليم الخصوصي؟ فهذا الأمر تأكد وبجلاء خلال هذه المرحلة ذات الأجواء الخاصة. فحينما وجد بعض أرباب التعليم الخصوصي مطالبين بمشاركة الآباء ظروفهم الإقتصادية بسبب مخلفات جائحة كورونا، لم يتنازلوا عن ما اعتادوا التوصل به من مستحقات مالية، ضاربين الصفات الحميدة لهيكلة المسار التعليمي المعتمدة على التآزر الإجتماعي والبعد التضامني... وشيء طبيعي أن لايسكت الآباء لبعض المستثمرين بقطاع التعليم الخصوصي الذين أعماهم جشع جمع الأموال ،من دون الحفاظ على المكتسبات المعنوية، من تعاون ومساعدة لكل الفئات المحتاجة لذلك. يحدث هذا،في ظل وجود نخبة أخرى من أرباب مدارس التعليم الخصوصي الذين كانوا في مستوى الحدث، وقدموا تنازلات كبيرة على الواجهة المادية، خاصة وأن المستوى المادي لكل الآباء له درجات تختلف من أب لآخر... فهذه الفئة من مسؤولي التعليم الخصوصي أبانت عن كفاءة أخلاقية كبيرة،وهي تتقاسم المحن المادية مع كل الآباء، وتمت الأمور بسلاسة وانسجام متبادل. وبنقيض ذلك ،فإن الأمور لم تتوقف عند حد إحراج الآباء والضغط عليهم بشتى الوسائل ،بل وصلت إلى صراعات ثنائية بين أرباب المدارس،حيث حاولوا التنقيص من بعضهم البعض بشكل معنوي على مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بإشعال فتيل السب والقذف، واعتبار هذه المؤسسة ذات مردوية تعليمية منحطة، وتلك المؤسسة تعاني من التسيب. و. و. و. فأي مستوى هذا الذي يصدر ممن يعتبرون أنفسهم قدوة المجتمع وهم يسهرون على تكوين الناشئة وتربيتها للمستقبل... إنها الصورة البشعة لبعض المؤسسات التعليمية الخصوصية التي تجعل من الجانب "التجاري" هدفها الأسمى لكامل الأسف...