عبد المنعم الديلمي أحد مهندسي إحداث جريدة الصباح... يتخلى عن مشروع منحه كل مقومات الإشعاع...

لمدة 20 سنة نجحت جريدة الصباح في فرض ذاتها
شيد ميديا: خليل أبو فدوى
في سنة 2000 كانت إطلالة جريدة الصباح الورقية بحلة أبهرت القارىء المغربي، وهو يتأمل في طريقة إخراجها وصورها الملونة وطريقة إخراج مختلف صفحاتها، وصفحتها الأولى بشكل خاص... وإن الذين اختاروا توقيت إطلاق هذا المشروع الإعلامي كانوا متسلحين بنباهة كبيرة وحس إعلامي رفيع، بحيث، كان القارىء المغربي في تلك الفترة بدأ يصاب بالملل من تصفح الصحافة الحزبية، والتي كثرت من إمطار القارىء بالوعود وبالنشرات الحزبية، صفحات عن مهرجانات حزبية بهذا الإقليم وذلك الإقليم، وماذنب قارىء يبحث عن أخبار منوعة بعيدة عن النشرات الحزبية والنقابية... فإطلالة جريدة الصباح حينذاك، كانت في الدقيقة 90 على حد تعبير عشاق كرة القدم. وفي هذا المشروع الإعلامي الجديد، لايمكن نسيان شخصين يستحقان تقديرا خاصا، ونعني بهما الأستاذ طلحة جبريل، ذلك الهرم الإعلامي العربي ذو الأصول السودانية، والأستاذ عبد المنعم الديلمي الذي كان متسلحا برؤية إعلامية عصرية تماشي التطور الذي كان من اللازم نهجه في تلك الفترة بالذات... وانطلقت التجربة بنجاح متميز، ومنذ انطلاقتها الأولى، نجحت جريدة الصباح في استقطاب آلاف القراء وتمكنت في ظرف وجيز من اكتساب قاعدة عريضة من القراء... لن نتحدث عن التحولات البشرية التي توالت فيما بعد على مجموعة من الأقلام، والمسؤولين كذلك، وفي مقدمتهم طلحة جبريل الذي غادر الصباح من دون ارتياح... ولن نتحدث عن الخط التحريري للجريدة التي عرف مجموعة من المتغيرات في العديد من المحطات... سأكون أكثر جرأة وأقول،بأن الصباح في السنوات الأخيرة لم تعدتماشي طموح القارىء المغربي في العديد من الملفات... بدأ التراجع على مستوى إشعاعها الإعلامي، وهذا معطى يؤكده القارىء نفسه، نع العلم أن القارىء هو طبقات وشرائح... اليوم، تعرف جريدة الصباح منعطفا جديدا،وهي تعرف اختيارا غير متوقع للأستاذ الديلمي الذي فضل الإبتعاد عن متاعب تسيير المشروع الإعلامي الكبير الذي منحه وقتا كبيرا واهتماما متجددا، هذا المشروع الذي لم يقتصر على جريدة الصباح،بل ضم جريدة "ليكونوميست" وراديو اطلانتيك ومطبعة إيكوبرانت، وهذا المشروع كانت تحت جناح شركة تحمل إسم " إيكوميديا". وابتعاد الأستاذ عبدالمنعم الديلمي رفقة شريكته في نفس المشروع نادية صلاح(زوجته)،  يعتبر بالتأكيد خسارة كبرى للإعلام المغربي، لكون هذا الثنائي قدم خدمات مهنية وإشعاعية كبيرة للصحافة الورقية المستقلة. اليوم، دخلت شركة تجارية كبرى على الخط، وقامت بشراء أكبر أسهم شركة إيكوميديا، وهنا وجب طرح العديد من علامات الإستفهام منها : ماهو المسار الإعلامي الذي ستتخذه جريدة الصباح؟ هل ييتم تغليب الجانب التجاري عن الجانب المهني؟ ماهو التصور الإعلامي الذي رسمه المالكون الجدد لمؤسسة "إيكوميديا". خلاصة القول، نجملها في بعث رسالة تقدير لجيل من الإعلاميين والصحفيين والمستثمرين المغاربة نجحوا في خلق مشروع إعلامي فرض إسمه وموقعه بنجاح.