صورة أرشيفية
شيد ميديا: خليل أبو فدوى
يقول المثل المغربي "الناس أحجر أوطوب". والمعنى البليغ لهذا المثل هو مرتبط بالجانب الأخلاقي للإنسان بصفة عامة والذي يرتكز على مجموعة من المتناقضات:الكريم/البخيل ثم ذو الخلاق الحسنة/ذو الأخلاق السيئة ثم صاحب المعاملة الطيبة/المعاملة المنحطة... وشيء طبيعي أن نجد هذه المتناقضات مرسومة على شخصية كل مسؤولي مختلف القطاعات، وبالتأكيد يبقى قطاع التعليم الخصوصي جزأ لايتجزا من هذا الواقع. ومن يبحث مليا في عمق معطيات التعليم الخصوصي سيجد مجموعة من الحقائق المثيرة بالتأكيد،لكون هذا القطاع عرف في السنوات الأخيرة نزوح مستثمرين من قطاعات أخرى ، فضلوا استثمار أموالهم في قطاع التعليم الخصوصي لهدف أساسي وهو جمع الثروات والأموال(مع استثناءات قليلة). في وقت أن هناك فئة أخرى من أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي (يشكلون نسبة الأقلية) هم ابناء مهنة التربية والتعليم، وفضلوا مواصلة مسارهم التعليمي بمنهجيات جديدة، وتبقى تجربتهم الميدانية تشكل تميزا وجب تقديره والتنويه به. اليوم،جاءت جائحة كورونا، وخلقت هذه الجائحة بعثرة مجموعة من الأوراق بقطاع التعليم الخصوصي على وجه التحديد .
انطلاقا من إغلاق المدارس والذي دام زهاء ثلاثة أشهر... ولولا تدخل وزارة التعليم عبر فرض إعطاء الدروس عن بعد عن طريق التكنولوجية الحديثة، لشكلت هذه الجائحة سكتة قلبية لنسبة كبيرة من المؤسسات التعليم الخصوصي. وبالرغم من هذا الإجراء فالاختلاف حول كيفية أداء الواجبات المالية لشهور كورونا ظل قائما، ولازال إلى يومنا هذا يطرح وبحدة... فبعض أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي رجحوا كفة الحكمة والتبصر ،وفتحوا باب مكاتبهم وقلوبهم للآباء والأمهات ونجحوا في إيجاد حلول توافقيه بشكل معقلن،وذلك انطلاقا من الوضع المادي لكل أب... وبعكس ذلك، فإن نسبة كبيرة من أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي خرجوا عن دائرة التربية والتعليم،وجعلوا من الواجبات المالية واجهة أشعلت فتيل غضب الآباء والأمهات، بحيث ،تم فرض الأداءات وبأساليب بعيدة عن الحس التربوي... وهذا أمر جعل صورة العديد من مؤسسات التعليم الخصوصي تصاب بخدوش لاتدعو للإطمئنان، وخلقت أجواء متوترة كان بالإمكان تفاديها لو حضرت الحكمة والتبصر... فكيف يستشعر صاحب مؤسسة تعليمية خصوصية وأب ينعته ب"البياع والشراي". وهي دلالة بارزة،أن العديد من مستثمري قطاع التعليم الخصوصي ارتبطوا بهذا القطاع لجمع المال،وهذا منحى خاطىء للأسف الشديد. نعم، إنه من البديهي أن يسعى اي مستثمر للربح المالي،لكن ماالفائدة من ربح المال من دون سمعة حسنة وصيت يليق بعالم التربية والتعليم. بشكل إجمالي،إن جائحة كورونا أماطت اللثام عن الخطاب المزدوج لبعض أرباب التعليم الخصوصي،فهم يتظاهرون بخدمة التعليم،لكن الخدمة الحقيقية منصبة على خدمة جيوبهم،للأسف الشديد.