عبد الرحمان جبيلو... ذاكرة توثيقية ثابتة لمدينة بنسليمان في سرد شاعري إبداعي

الشاعر المبدع عبدالرحمان أجبيلو
شيد ميديا: خليل أبو فدوى
أنجبت مدينة بنسليمان كفاءات متعددة وفي كل المجالات، ومواهب ذات مقومات كبرى.  ففئة منها تجاوزت الصعاب والحواجز بكل ملامحها، وضحت من أجل البحث عن إشعاع إبداعي لايتحقق الا بمجاراة المتاعب المضنية المقرونة بالعراقيل أحيانا.. وفئة وضعت مواهبها فوق "العمارية" لكامل الأسف وأصبحت  تسترزق بها لتصبح في الأخير من صنف"مطرب الحي لايطرب". فعبدالرحمان جبيلو هو موهبة شاعرية من المستوى الرفيع متسلح بعزة النفس وبكرامة الأخلاق، لايبحث عن التعويض المادي لموهبته،لكنه يبحث عن الكفاءات المستوعبة لإنتاجاته وخلجات مشاعره، في مقومات أخلاقية كبيرة، فهدفه إطلاع مختلف أجيال مدينة"كامبولو" على معالم تاريخها وبصمات خالدة طبعتها، والتي تم مسحها من طرف جهات تسلطت سابقا على المدينة بشكل مفعم بالنفوذ والتجاوزات...فشعر عبد الرحمان أجبيلو ليس من أجل المديح أو التزلف ،بل هو ذاكرة توثيقية لتاريخ مدينة بنسليمان، منطلقا من فعاليات المدينة الوازنة التي كانت حاضرة بوزن معنوي وأخلاقي في حقب تاريخية سابقة... مرورا بالأماكن التي كانت محورا لثرات تاريخي للمدينة الخضراء... وشعر عبدالرحمان جبيلو لم يخل من الأسى والأسف،لكون ثروات هذه المدينة أهديت على طابق من ذهب لجهات نافذة من دون جهد أو تعب.. وتبقى القصيدة الزجلية الرائعة"ضاية بوبو" واحدة من إنتاجاته الزجلية المتميزة،فضاية بوبو تخفي بالتأكيد وراءها العديد من الأسرار والملفات الثقيلة... فمن ضاية تمتلىء بمياه الأمطار، إلى فضاء جميل يمتع ساكنة المدينة بجماليته، إلى فضاء رياضي للمسابقات المدرسية وطنيا، إلى ملعب للكولف بصيغة عالمية، إلى مشروع عقاري بمميزات خاصة... وهذه المراحل وجدت نفسها في نهاية المطاف "مغتصبة"، وهو ماوصفه الشاعر جبيلو بإبداع متميز وبنبرات شاعرية ذات مغزى تاريخي عميق... فقصيدة ضاية بوبو هي مسار نوستالجي جميل لايعرف قيمته الحقيقية الإ من عرفوا ضاية بوبو عن قرب،في سنوات السبعينات والثمانينات على وجه الخصوص... وصدق الشاعر المبدع عبرالرحمان جبيلو وهو يقول:" كلشي أمشا...وتبدل في رمشا".