تحية لشريحة المحسنين التي التفتت لعشرات الفقراء والمحتاجين من دون إشهارات وبهرجة


خليل أبوفدوى
 شيد ميديا: خليل أبوفدوى
إن الأجواء العامة لوباء كورونا، أفرزت العديد من الحقائق والتي سيستخلص منها المواطن المغربي العديد من الدروس...إن هذا الوباء ضرب الإقتصاد بشكل مهول، مع وجود بالطبع محن وبائية شكلت محنا لعشرات المصابين... في هذه العجالة نتوقف عند الجانب الإقتصادي، فواقع الحال يؤكد وبجلاء ماخلفته جائحة كورونا من تبعات اقتصادية قاسية لنسبة كبيرة من المواطنين،وبشكل خاص الذين يبحثون عن قوت يومهم يوم بيوم ،(المقاهي، سيارات الأجرة،المطاعم، البناء، العديد من الخدمات والتجارة....).  هذه الشريحة وجدت نفسها في محنة اقتصادية جد قاسية، ولايمكن لمساعدات الدولة أن تحقق مطالب كل هذه الفئات ولايمكن لقفة كورونا أو رمضان أن تلبي مطالبهم... لكن، هناك فئة قامت بالواجب على الوجه الأكمل، إنهم فئة المحسنين، فهذه الفئة تنقسم هي الأخرى إلى أصناف، وسنتوقف عند الفئة التي تشتغل في صمت ولا تظهر للأضواء بإيمان منها أن العمل هو لله ولا تتوخى من ورائه مصالح ذاتية... فهذه الفئة تعتمد على أشخاص تضع فيهم ثقتهم، وتحملهم وزر انتقاء الأشخاص المستحقين للدعم والإعانة (فقراء ومعاقين وأرامل.. )، وهي لم تمنحهم قفة،بل منحتهم مؤونة أيام معدودات ومن المواد الغذائية المتميزة... البعض تكلف بأعداد وفيرة، تفوق المائة حالة..إنه الإحسان الحقيقي، والذي يتوخى من ورائه فاعلوه رضاء الله تعالى، لا إشهارات مجانية تبطل الصدقات لكونها مغلفة بالرياء... فهذه الفئة من المحسنين منهم رجال ونساء حباهم الله بثروة مالية،لكنهم يؤمنون حق الإيمان أن هذه الثروة التي لاتساوي شيئا إن لم تمنح نسبة منها للفقراء والمحتاجين... وعلى نقيض هذه الفئة،هناك شريحة أخرى، تشتغل تحت الأضواء، ولاتبادر بنشاطها إلا تحت الأضواء والزغاريد... وهذه صورة تطعن البعد الإحساني في مسعاه الحقيقي وفق السيرة النبوية الشريفة والتي تحث على حفظ شرف المحتاج والفقير،فليس من الضرورة أن نشعره بمحنته لكي نساعده... وإن من يفضلون الأضواء،فمن المؤكد أنهم يبعثون رسالات لجهات معينة لا لآخرتهم ولرصيد حسناتهم... بقي الصنف الأخير من المحسنين، والذين ماهم في واقع الأمر بمتصفين بهذه الصفة، وهم صنف المنتخبين، فالمنتخبون في غالبية سلوكهم(مع استثناءات قليلة)  يتحركون بالهاجس الإنتخابي، وهذه أمور بعيدة كل البعد عن الحس الإنساني والأخلاقي، فهذه المبادرات ليس لها أي ارتباط بالخير والإحسان... وبين هذه الحالات وحالات أخرى،فإن وباء كورونا أفرز العديد من المعطيات والحقائق والتي كانت بمثابة دروس مفيدة للمواطن المغربي وبشكل خاص اتجاه المنتخبين،لذا،فإن المواطن المغربي مطالب بالتوجه لصناديق الإقتراع والتصويت بكثافة، ولكن على من يستحق تحمل مسؤولية تسيير الشأن المحلي بعيدا عن أساليب الديماغوجية والمظاهر المثيرة والتستر وراء حقائق غير حقيقية.