محمد فنيد
شيد ميديا : خليل أبوفدوى
لقد ابانت التجارب العديدة أن رجال وزارة الداخلية تكون مردوديتهم في التسيير ناجحة وذات تميز،فكلما مر مسؤول بالعديد من المحطات في سلك وزارة الداخلية تكون بالنسبة إليه مدرسة متجددة التجارب والدروس التطبيقية والنظرية. وإن هذا الأمر ينطبق على محمد فنيد ابن إقليم بني ملال، الذي تسلح أولا بالمستوى التعليمي الجامعي الجيد أنهاه بشهادة جامعية عليا، مكنته من ولوج مدرسة استكمال تكوين الأطر بالقنيطرة وذلك سنة1980. فتم تعيينه مباشرة قائدا بإحدى مقاطعات مدينة المحمدية، وجدية عمله وحسن سيرته ساهما في ترقيته لمنصب كاتب عام بإقليم أزيلال (سنة 1994) وبعدها شغل نفس المنصب بإقليم شيشاوة(سنة 2001) وبعد ذلك، واصل مهمة كاتب عام بعمالة مراكش (سنة 2003). لتتم بعد ذلك ترقيته لمنصب عامل بمقاطعات بنمسيك سيدي عثمان(2005)، وفي سنة 2009 أحدث إقليم برشيد وذلك بعد نضال كبير من فعالياته وممثليه بالبرلمان،وكان محمد فنيد أول عامل يتم تعيينه على رأس هذا الإقليم، حيث نجح إلى أبعد حد في تثبيت هياكل هذا الإقليم،من خلال تنظيم أقسامه ومصالحه ومد قنوات التواصل مع كل فعالياته على اختلاف مهامهم، وربط أواصر التواصل مع كل الشرائح الإجتماعية. كان محمد فنيد ذلك المسؤول الهادىء الذي عامل أبناء أولاد حريز بدون تمييز هذا على الآخر، لاعتبارات مادية أو مصلحية. (عرفته عن قرب وأنا أشتغل بالإعلام الجهوي لجهة الشاوية ورديغة، وكان مهتما بالواجهة الإعلامية بشكل كبير). مع مرور السنوات الأولى على رأس عمالة برشيد، فتح محمد فنيد العديد من الأوراش التنموية بالإقليم، وكان مهتما بشكل كبير بجانب الإستثمار، بإيمان منه أن الإستثمار هو المصدر المناسب للمجال التنموي.
لازالت عمالة برشيد تشهد على البصمات الإيجابية للعامل محمد فنيد
كان في تواصل مباشر مع المناطق الصناعية بتراب الإقليم وبشكل خاص بمدينة برشيد وحد السوالم ولخيايطة. وكان يخصص اجتماعات دورية مع جمعيات الصناعيين، ويستمع لمطالبهم المرتبطة بحاجيات هذه المناطق. وإن ماميز عمل محمد فنيد هو اشتغاله في وضوح، لايميز بين الجمعيات والأحزاب والنقابات والصحافة.... وكانت لغة الوضوح هي سلاحه،لايتأخر في الدعم والمساعدة ولكن في سياق سليم وشفاف. وكانت هذه المميزات هي الطريق السهل الذي مكنه من الترقي لرتبة والي،حيث قضى بمدينة برشيد خمس سنوات، وفي سنة2012 تمت ترقيته لترتبة والي،حيث تم تعيينه واليا بجهة تادلة أزيلال(عاملا على إقليم بني ملال) وبعد ذلك تم تعيينه واليا بجهة درعة تافيلالت(عاملا على إقليم الراشيدية) وذاك إلى حدود سنة2017 ،حيث وصل لسن التقاعد.
وبذلك يكون المسار المهني لمحمد فنيد ناجحا بكل امتياز وهو ينتقل بالترتيب من رتبة قائد ليجد نفسه في آخر المطاف في مهمة والي،ويحق عليه المثل العربي القائل:" من سار على الدرب وصل".