الوالي محمد علي الحضرمي
شيد ميديا: خليل أبوفدوى
محمد علي الحضرمي هو صحراوي الأصل من قبائل الركيبات، تابع دراسته الجامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط وهو خريج المدرسة العليا للأساتذة. عاش فترتين متناقضتين في حياته،الأولى كان ضمن فترة الخارجين عن رضى الوطن(جبهة البوليساريو) والثانية، كان أول الراغبين في التكفير عن أخطاء الأمس ومعانقة ثوابت الوطن، وهو يردد الشعار الخالد"الله،الوطن، الملك". وكان ذلك سنة1989 ، وهو يلبي نداء المرحوم الحسن الثاني الذي أطلق نداء "إن الوطن غفور رحيم". حيث تم استقباله بحماس كبير واعتزاز بقراره المتزن والعقلاني وهو يعود لوطنه الأم بحس وطني متجدد. منحه المرحوم الحسن الثاني رتبة عامل بوزارة الداخلية، ليتم تعيينه عاملا بقلعة السراغنة تم بسيدي قاسم وسطات (واليا بجهة الشاوية ورديغة) لتكون آخر محطة له بولاية كلميم سمارة، ويتم إلحاقه بوزارة الداخلية بعد وصوله سن التقاعد. سنتوقف عند محطته بولاية الشاوية ورديغة باعتبار هذه المحطة هي أنجح محطة في مساره المهني بسلك وزارة الداخلية. فمن عايش محمد الحضرمي يلمس فيه ذلك المسؤول الذي ينسلخ كليا عن البروتكول الرسمي، يدخل الأسواق الشعبية، ويدخل البنك ،وكلما حدث مشكل في بعض القطاعات يحضر شخصيا،وكان الكل يلقبه ب"فكاك لوحايل". شخصيا، تعرفت عنه عن قرب وحينها كنت اشتغل بالإعلام الجهوي كمسؤول عن جريدة ورقية تحمل إسم "الشاوية"، من المبادرات التي لاتسقط من ذهني عن الوالي الحضرمي دعمه المالي الخاص لذلك المشروع الإعلامي المتواضع،ومن دون أن أتقدم له بأي طلب في شأن ذلك، وكان يلقبني ب"ولد الشاوية". من مميزات الحضرمي اتخاذ المبادرات الجريئة أختزلها في النقط التالية.1- خلال اجتماع رسمي خلال دورة من دورات جهة الشاوية وريغة وكانت القاعة غاصة بالحضور تحدث قائلا:" واش مناطق الشاوية ميمكنش تستفد من التنمية من دون بركة إدريس البصري؟". وحينذاك اهتزت القاعة بالتصفيقات المدوية. 2- كان الحضرمي يبرمج في كل دورات الجهة غذاء من الصنف الرفيع، ومن المال العام، وهو يؤكد للجميع أنه لايمكن لمنتخب يأتي من أقصى الجهة لاجتماعات رسمية بالولاية ويخرج للبحث عن وجبة الغذاء. 3- أمر كل المنتخبين على اختلاف مهامهم بوضع أرقام هواتفهم بكتابة الولاية، وأي مواطن طلب رقم أي منتخب يتم منحه له، وأكد الحضرمي في هذا السياق ،أن أي منتخب من واجبه التجاوب مع السكان والعمل على خدمتهم، ومن لايرغب في ذلك عليه أن يستقيل ويهتم بمصالحه الخاصة، وحينداك بإمكانه أن لايجيب في الهاتف لأي أحد. 4- كان بضواحي سطات مستثمرون يتفاوضون مع مجموعة من الفلاحين من أجل تفويت أرض في ملكيتهم،وذلك لتحويلها لمشروع استثماري ضخم،وفي اجتماع رسمي وبحضور كل الأطراف ،قام الحضرمي بالقيام بدور المحامي الذي رافع عن مصالح الفلاحين،وهو يقول للمستثمرين" أنتم لكم الأموال وهؤلاء لهم الله سبحانه وتعالى،وهذه فرصتهم في ضمان لقمة عيشهم،ونجح الحضرمي في فرض مبلغ مالي أسعد الفلاحين بشكل كبير". 5- في الإجتماعات الرسمية، كان الحضرمي يتسم بصراحة جد ناذرة، فأحيانا كان يقول للمنتخبين" الإنتخابات على الأبواب،واش موجدين لفلوس باش تشريو الأصوات؟". بخلاصة ، كانت تجربة محمد علي الحضرمي جد ناجحة بجهة الشاوية وريغة ومن مجاملته، فتجربته كانت هي الأنجح، وعرف في فترته،كيف يحل عشرات المشاكل، ويحدث عشرات المشاريع الكبرى، ويساعد المستضعفين، ويتعامل من دون تمييز. شكل انتقاله، محنة معنوية لفعاليات المنطقة ،حيث تميز بحسن التدبير وفعالية التسيير. ولم يكن ذلك المسؤول الغاضب أو صاحب القلب الحاقد.