المسؤولية ببوزنيقة تقتضي مجموعة من الشروط والتوازنات

عبدالرحيم فاضل... باشا بوزنيقة
 شيد ميديا: خليل أبو فدوى
إن أي مسؤول بمدينة بوزنيقة يتطلب منه تحمل المسؤولية بما تقتضيه مهمته من توزان إداري ومهني وبمحيطه العام. وإذا قلنا المحيط العام نعني به المجتمع المدني والنقابات والأحزاب... فالكل يعلم أن مدينة بوزنيقة مرسومة بلوحة سياسية بوجهين متناقضين، وطرفاها كل من حزب الإستقلال والعدالة والتنمية. وإن التنافس بين هاذين الحزبين يخرج في أغلب الفترات عن حدود اللباقة السياسية والمنافسة ذات الطابع الرياضي والذي يقتضي تقبل الهزيمة وتفوق الآخر.  وإن هذه الأجواء لم تخدم مسار مجموعة من المسؤولين السابقين بنفس المدينة، والذين نسجوا علاقات مع منتخبين بشكل علني، وذلك خارج مدار النطاق العملي، وكان لذلك تبعات إدارية لم تخدم مسار بعض المسؤولين السابقين.  وإن مايؤكد هذه الحساسية ينجلي على مجموعة من الأنشطة المحلية، بحيث أن التواجد الحزبي للحزبين المذكورين بنفس المدينة (الإستقلال والعدالة والتنمية) يجعل بصمة واحد من الحزبين حاضرة بطريقة أو بأخرى.  نفس السمة تنعكس على الواجهة الإعلامية، بحيث،أن غسيل الحزبين محليا ينشر على مختلف وسائل الإعلام، من اتهامات واختلالات وتجاوزات... وكل ذلك يندرج في محاولة أي طرف حزبي منهما النيل من الآخر عن طريق الفضح وتشويه الصورة.  وإن هذا المسلسل يقتضي بالتأكيد من أي مسؤول الحيطة والحذر من التواجد في خندق من الخندين، وذلك في زمن  الفيديوات والأوديوات....وهذه إثباتات من شأنها أن تشهد على أي انزلاق لايعيره مسؤول من المسؤولين المحليين الأهمية اللازمة.  هذه هي الصورة العامة لمسار مدينة صغيرة،لكن واقعها مشتعل سياسيا بصورة مثيرة للإنتباه. وإن الرأي العام المحلي بمدينة بوزنيقة كان متخوفا في بداية تعيين الباشا الحالي عبد الرحيم فاضل، وإنه أرجع هذا التخوف إلى احتمال انصياعه لصالح جهة معينة من دون التعامل مع الأخرى،لكن مع توالي الأيام، تأكد للرأي العام المحلي ببوزنيقة أن الباشا الحالي متسلح بالحياد التام، وهو منشغل بالسير الإداري اليومي للباشوية وباقي المهام بمختلف المقاطعات بنفس المدينة. وأبان أنه رجل حوار، ولاتعنيه العلاقات الشخصية المرتبطة بالمصالح الذاتية.  إن هذا السلوك جعل ساكنة بوزنيقة تبادل باشا بوزنيقة احتراما كبيرا،بإيمان منها أنه في خدمة الصالح العام وليس من الطينة التي اعتادت الجلوس بالمقاهي المجاورة للمدينة وحضور الولائم....وإذا كانت ساكنة بوزنيقة لم يسقط من ذاكرتها إسم المرحوم نورالدين عبود،فإن ذلك لم يتولد من الصدفة،بل جاء من مصداقية الرجل وتعامله المتوازن مع أي مواطن وكيفما كان مستواه الإجتماعي أو المادي.. ما كان يهمه هو تطبيق القانون وتفادي الإختلالات والتجاوزات.