البشير عميد أعبيدات الرمى لمذاكرة... عاش مهوسا بعشق فنه من دون لهفه نحو جمع المال

شيد ميديا: خليل أبوفدوى 
من لهم المعرفة الدقيقة بالبشير قائد أعبيدات الرمى لمذاكرة، فرواياتهم في حق مساره الفني وحياته الخاصة تنطوي على حقائق مثيرة قد لايصدقها من يعرفه عن بعد. فالبشير ليس مذكوري الأصل،بل هو من مناطق عبدة بضواحي آسفي، وهجرته لمنطقة لمذاكرة كانت لأسباب اقتصادية محضة رفقة مجموعة من أفراد من عشيرته، وهناك منطقة بتراب أولاد الشاوي بضاحي مليلة تسمى عبدات. امتهن البشير فن الغناء بشكل مبكر واعتبر واحدا من رواد فنون الغناء الشعبي لاعبيدات الرمى،لكونه كان مبدعا وليس مقلدا أو مرددا...والعديد من أغانيه هي سرد لمحطات تاريخية بالمغرب، من نفي محمد الخامس والحصول على الإستقلال،إلى النزاعات القبلية والحياة الرغيدة لمجموعة من القياد...إلى التغني بالمرأة وجمالها (ها توبي البيضة توبي...). نال البشير شهرة واسعة في زمانه،وكان هو محور الأعراس والحفلات بشتى مستوياتها، كان رفقة مجموعته ينشط أكبر الحفلات وكذا حفلات "الدراويش"، لم يتردد قطعا في حضور حفلات الأسر المتواضعة، وهذه سمة من سمات أخلاقه. لم يكن المال هو هدفه في الحياة، والدليل أنه لم يملك عقارات ولا متاجر ولم يجمع ثروة مالية، كان يمتهن الفن لضمان لقمة العيش ولتحقيق عشق كان يسكن جوارحه موسوما بصبغة فنية خالصة،وهو المتجلي في مشاركة إبداعاته مع المتلقين من كل الطبقات.... طريقة غنائه عشقها كل أطارا المجتمع من فقراء ومسؤولين كبار وذوي الجاه والمال وحضر حفلات كبرى،لكن ظل محافظا على نفس المسار والمتجلي في امتهان الفن ليس من أجل جمع المال ولكن من أجل لقمة العيش وقضاء لحظات سعيدة... أسعد اللحظات عند البشير كانت حضور حفلات ذات التنظيم الجيد والتجاوب مع فنه، لكون فن اعبيدات الرمى ينقسم لشطرين،الأول يعتمد على الكلمات التي لها العديد من الدلالات التاريخية وذات الحكم المتعددة، ووجب الإستماع لها بإمعان والثاني مرتبط بالهيت، وهذه لحظة يعشقها حينذاك عشاق "الميزان" من خلال رقص جماعي منظم. من واجهة أخرى وبسبب المستوى الرفيع لإبداعات البشير ، أضحت أغانيه ذائعة الصيت، واقتبس منها فنانون مجموعة من الأغاني ،ويبقى عبدالعزيز الستاتي واحدا منهم. هكذا قضى البشير قائد اعبيدات الرمى مساره الفني ، وهو غير منشغل بملذات الحياة ، عاش متواضعا ومات كذلك،من دون تجميع مال أو ثروة،وكانت ثروته الوحيدة ماخلفه من فن كان هو مبدعه ونال بفضله شهرة واسعة جعلت إسمه معروفا في كل أرجاء زمانه،ولا زال إسمه حاضرا اليوم في ذكريات خالدة لمن عايشوه وهو ذلك الإنسان المتخلق والمتواضع والبشوش.