رحم الله الأستاذ اليوسفي..ذلك المناضل الصادق الذي رفض الإكراميات والإمتيازات ...

الأستاذ اليوسفي اختار التقاعد في كل شيء، وهي قناعة لم يتنازل عنها منذ عقدين من الزمن
شيد ميديا: خليل أبو فدوى
إن تاريخ الأستاذ عبدالرحمان اليوسفي ليس غائبا عن الرأي العام المغربي، فالجميع يجمع أنه رجل وطني صادق له مبادىء ثابتة من أجل إعلاء كلمة الحق والدفاع عن المستضعفين ومسلوبي الحقوق... ومن أجل نصرة مبادئه عاش محنا عديدة، وتعسفات مشينة، لكنه لم يتنازل عن مشعل حقوقي أقسم بأن لاينزل يديه من أجل إعلاء صورته الحقيقية...لم يكن اليوسفي يتواطأ على إخوانه في النضال، ولم يسجل عليه قطعا أنه تآمر  ضد فلان أو تلك المجموعة،كان واضحا في خطابه ونهجه.  الخلاصة التي لايمكن لأي كان أن لايسجلها عبر تاريخ الأستاذ اليوسفي، أنه رفض الإمتيازات والإكراميات والتواطؤات وظل متشبتا بعزة النفس.  في الشطر الأخير من حياته فضل العيش في تقاعد كلي عن مسارات الأمس، وضع نقطة نهاية لكل محن الأمس بإيمان منه،أن المجال لم يعد مواتيا لمواصلة ممارسة السياسة بشكل واضح وشفاف. أنهى مسار حياته وسط اختيار الحياة العادية والبسيطة.  لم تستهويه أي صورة من الصور المشعة لحياة غزاها النفاق والخداع وسوء السلوك... وبالرغم من ذلك،لم يعد يتحدث إلا بلغة الخير والود ،داعيا للجميع بتبادل أسمى الأخلاق.  وفاة الأستاذ عبدالرحمان اليوسفي تركت حسرة في نفوس كل المغاربة وهذا دليل على مصداقية الرجل ونبل نضاله وأخلاقه.
قبر المرحوم اليوسفي مباشرة بعد دفنه بمقبرة الشهداء
مات صبيحة اليوم الجمعة، وهذا اليوم هو من الأيام التي لها المغزى الكبير وهو يوم من أفضل أيام الأسبوع في ديننا الإسلامي الحنيف وينال مكانة كبرى في نفوس المسلمين. رحم الله الأستاذ اليوسفي وأسكنه فسيح الجنان وشمله الله بالرحمة والغفران.