التحاليل المخبرية بين معهد باستور ومستشفيات المدن المجاورة يتم انتظار نتائجها لأكثر من أربعة أيام !!

 وزير الصحة خالد أيت الطالب
شيد ميديا: خليل أبوفدوى
لقد تأكد بجلاء أن القطاع الصحي ببلادنا له معاناة متعددة الأوجه وبشكل خاص على واجهة المعدات الصحية،لاينكر أي أحد أن العنصر البشري له كفاءة يعتد بها،لكن عدم منحه التشجيع المادي والمعنوي اللازم زاد من معاناته هو الآخر. ففي سياق وباء كورونا، كان التدخل الملكي حاسما و أنقذ واقع الصحة ببلادنا من مفاجآت غير سارة.  وبالرغم من ذلك،فإن وزارة الصحة انشغلت بالأرقام المسجلة يوميا والبؤر التي تشكل مفاجآت غير سارة بمختلف مناطق المغرب ، ولم تركز على تطوير آليات الإشتغال في الكشف أولا عن الحالات المشكوك في إصابتها بوباء كورونا. فالكل يعلم أن مدينة الدار البيضاء له مركز واحد لإجراء التحاليل المخبرية،وهذا واقع جد مقلق في تسريع وتيرة التغلب على هذا الوباء، فكيف نتخيل أن معهد باستور يستقبل يوميا مئات التحاليل المخبرية من مدينة الدار البيضاء نفسها ومن المدن المجاورة والتي هي متشكلة من مدن برشيد والمحمدية ومديونة والنواصر وسيدي بنور وبنسليمان والجديدة.... هذا أمر لايمكن تصديق الضغط الذي يشكله على معهد باستور.. والأمر لايتوقف عند هذ الحد،بل يتوقف عند الإنتظار الذي يفوق كل التوقعات،فالمستشفيات المتواجدة بهذه المدن تبعث التحاليل المخبرية لمجموعة من المخالطين ، ويتم الإحتفاظ بهم في قاعات خاصة في أجواء يسودها القلق والترقب.  فليس من المنطقي أن تتأخر التحاليل المخبرية أكثر من أربعة أيام،بينما في الدول المتقدمة لها آلات عصرية تشكل قياس عصري للتحاليل المخبرية وتعطي النتائج في أقل من ساعة. وهذا عامل من العوامل الأساسية الذي مكن الدول المتقدمة في القطاع الصحي على التحكم في هذا الوباء والمشي قدما في حصر كل الأعداد المصابة بوباء كورونا.  لقد سبق للوزير خالد أيت طالب أن وعد المغاربة باستيراد الآلات المخبرية العصرية ووضعها رهن إشارة كل المستشفيات، وذلك لتخفيف الضغط عن المختبرات الأخرى التي توجد في المستشفيات الجامعية. لكن لحد الآن لازال هذا الوعد معلقا وهو مايشكل محنة حقيقية لمسؤولي قطاع الصحة المشرفين على التحاليل المخبرية من جهة وعلى نفسية المعنيين بهذه التحاليل الذين ينتظرون أكثر من اللازم هذه النتائج ،خاصة وحالتهم المعنوية تلازم درجة الصفر، وهم يتوجسون من تأكيد إصابتهم بهذا الوباء.  فهل يبادر وزير الصحة إلى تدارك هذا الخلل الذي بفضله سنحقق مكاسب كبرى للتحكم في هذا الوباء بصفة نهائية؟