المرحوم سعيد بلقولة
شيد ميديا: خليل أبو فدوى
سعيد بلقولة هو واحد من حكام كرة القدم المغربية الذين دخلوا تاريخ كأس العالم من بابه الواسع، ولما لا، وهو أول حكم عربي وإفريقي يقود نهاية كأس العالم، وكان ذلك سنة1998 بفرنسا بين المنتخبين الفرنسي والبرازيلي والتي انتهت نتيجة اللقاء لصالح فرنسا بحصة(3-0). وإن منح الإتحاد الدولي هذه المهمة لحكم مغربي لم تكن مجاملة له أو محاباة للعرب والأفارقة ،وإنما تم ذلك وفق الكفاءة المتميزة للحكم سعيد بلقولة،والذي كانت له كل المواصفات الرياضية والمهنية ذات التميز الكبير. فهو حكم متمرس وأبان كفاءته خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم،حيث أسندت له مهمة تحكيم المباراة النهائية التي جرت ببوركينافاصو سنة 1996 ،وجمعت بين المنتخبين المصري وجنوب إفريقيا،وعادت النتيجة لصالح مصر بحصة (2-0). إنه ابن مدينة تيفلت،كان يتسم بحسن السلوك والعدالة في التحكيم الرياضي ،كان يشكل لمكونات كرة القدم الوطنية مصدر اطمئنان كلما تم تعيينه لقيادة أي لقاء. كان يشتغل في مهمة مفتش جمركي، وتحمل هذه المهمة بمدينة مكناس. له مستوى تعليمي مشرف، و كان يتحدث اللغة الفرنسية والإنجليزية بشكل جيد. مباشرة بعد نهاية كأس العالم، تقدمت الجامعة اليابانية لكرة القدم لجامعة كرة القدم،من أجل أن يقود الحكم بلقولة أهم المباريات بالدوري الياباني،وهو ماتمت الموافقة عليه حيث قضى باليابان سنتين،وذلك إلى حدود سنة 2000. ومباشرة بعد عودته من اليابان كان يستشعر آلاما حادة بصدره، وكانت نتيجة الفحوصات الطبية التي أجراها خينذاك جد صادمة،وهو يعرف أن المرض الخبيث ضرب رئته. إنها أقدار الله تعالى، فهذا المرض اللعين يصيب المدمنين على التدخين بشتى أنواعه، لكنه أصاب كذلك سعيد بلقولة، ذلك الرياضي الحريص على سلامة صحته وجسده من كل العلل. عانى سعيد من تبعات هذا المرض،وبقي تحت وقع المحنة الصحية إلى أن فارق الحياة في سن مبكرة لم تتجاوز 45 سنة. وكانت وفاته يوم 15 يونيو 2002.حيث كانت جنازته مهيبة بكل المعايير،وهي عنوان لمكانته الرياضية الكبرى وطنيا وعربيا وإفريقيا ودوليا.
لقطة من نهاية كأس العالم1998 والتي قادها الحكم بلقولة
خلف المرحوم وراءة ثلاثة أطفال،وفي نفس الوقت إرث تاريخي لايموت، وهو الذي قاد نهاية أهم نهاية في سجل كرة العالم والتي جمعت بين فرنسا والبرازيل. رحم الله الفقيد بلقولة وأسكنه فسيح الجنان وإنا لله وإنا إليه راجعون.