"أحاديث في ماجرى"... كتاب يؤرخ لحياة الراحل الأستاذ اليوسفي بأدق محنها ومعاناتها

غلاف الكتاب
شيد ميديا: خليل أبو فدوى
إن الإرث الذي خلفه الأستاذ الراحل عبدالرحمان اليوسفي  والذي يستحق الإشادة والتقدير،فإنه بالتأكيد مسار حياته الذي كان عبر كل محطاته معتمدا على الكد والإجتهاد والنضال الصادق. ولم يبخل الأستاذ اليوسفي على الرأي العام المغربي بأن يترك له إرثا ثمينا تستخلص منه الدروس المفيدة من حياة شاب عاش الفقر واليتم ليصل في نهاية حياته للمجد والتقدير المستحق. 
الأستاذ اليوسفي في عناق مع والدته
وإن هذا الإرث هو مدون في كتاب من 240 صفحة كان بإشراف مباشر من الأستاذ اليوسفي وبتدوين خاص من مبارك بودرقة(عباس) الذي يستحق هو الآخر عبارات التقدير ،لكونه منح عناية كبيرة لتدوين حياة شخص له مكانة استثنائية في تاريخ المغرب.. ومن يتصفح فقرات كتاب "أحاديث ماجرى" يجد نفسه أمام مسار حياة رجل عانى حياة محفوفة بالمحن والمعاناة ، وكيف لا وهو يبتدىء دراسته بطنجة ليتممها بمراكش ثم ينتقل للرباط، وهو يعيش الفقر والحرمان ،وكان سلاحه الوحيد يعتمد على ما يؤمن به من عزم حثيث أنه سيصل إلى درجة كبرى من الدرس والتحصيل، وهو ماتأتى له في نهاية المطاف وهو يحصل على شهادة الإجازة بفرنسا. كتاب"أحاديث ماجرى"، تطرق فيه بتفصيل لحياته بمدينة الدارالبيضاء واشتغاله بالتعليم الخصوصي وإشرافه على خلية المقاومين بمنطقة الحي المحمدي بالدارالبيضاء..وعلاقته بالمهدي بنبركة بالرباط وبالضبط بمدرسة مولاي يوسف في الفترة التي أصبح فيها المهدي رئيسا لجمعية الآباء، من تم بدأ التنسيق بين الطرفين في سياق نضالي صرف... من المحطات التي توقف عندها الأستاذ اليوسفي في كتاب"أحاديث ماجرى"، اعتقاله إبان متابعة دراسته بفرنسا، ونفيه من مدينة باريس لمدينة أخرى لغاية ترحيله للمغرب،لكن تلك الفترة صادفت زيارة المرحوم محمد الخامس لفرنسا ،وتم إخباره بما يحدث لليوسفي ،فتدخل شخصيا لتسوية وضعيته ،وتم حينها عقد لقاء خاص مع مجموعة من الطلبة المغاربة ومن بينهم المرحوم اليوسفي. ومن المحطات التي تطرق لها نفس الكتاب، الإعتقالات المتعددة التي تمت في حقهه، مرورا بزواجه بهيلين ذات الجنسية الفرنسية، والتي وجد فيها الزوجة الصادقة والمساندة الدائمة لكل التقلبات والأزمات التي اعترضت حياته.
الأستاذ اليوسفي لحظة زواجه بالفرنسية "هيلين"
ولم يبخل الأستاذ اليوسفي في التفاصيل الواردة في الكتاب الذي يوثق لحياته الخاصة، عن محطات حكومة التناوب وأسرارها وتبعاتها السلبية والإيجابية، وتوقف عند سنة 2002، حينما طلب إعفاءه من كل المهام، وهو ما استجاب له الملك محمد السادس. إشارة أخيرة،لابد من التوقف عندها، هو الإجتهاد الإضافي التي تم بذله في كتاب "أحاديث ماجرى"، والذي أصبح رقما بصيغة رقمية يسهل تداوله.