نور الدين مفتاح
شيد ميديا: خليل أبوفدوى
من لا يعرف الصحفي نورالدين مفتاح ،فهو خريج مدرسة الإتحاد الإشتراكي،تلك المدرسة التي علمت تلاميذتها عدم الكتابة بلغة الخنوع والمديح.. وعلمتهم جرأة النقد البناء والدفاع عن الحقائق وفضح التجاوزات... نال نورالدين مفتاح شهرة واسعة إبان حدث الكوميسير ثابت، فكان مفتاح مكلفا بتغطية هذا الحدث الذي أثار ضجة إعلامية وطنية، ووصلت حينذاك جريدة الإتحاد الإشتراكي إلى أعلى رقم من مبيعاتها في التاريخ،وكم من مرة قامت بطبعتين في يوم واحد. غادر نورالدين مفتاح جريدة الإتحاد الإشتراكي، حينما استشعر أن قلمه أصبح مهددا بتكبيل حريته... ضحى مفتاح من أجل بناء مؤسسة إعلامية تحمل مسؤولية مدير نشرها(الأيام). نجح في التأسيس لعهد جديد من الصحافة المستقلة،بعدما تراجعت مصداقية الإعلام الحزبي. اشتغل مفتاح على الملفات المسكوت عنها( انقلاب الصخيرات،سجن تازمامارت، وفاة الدليمي....). نال موقعا متميزا في الساحة الإعلامية ولو أن جريدته تصدر أسبوعيا... بفضل كفاءته المهنية تحمل مسؤولية رئيس الناشرين بالمغرب،انتهت ولايته وانسحب، بإيمان منه أن المناصب ليست تركة وملكية،بل هي مهمة يجب أن تمنح لمن هو أهل لها وبالتناوب... اليوم، خرج مفتاح عن صمته،وهو يوجه رسالة جريئة لوزير الداخلية، وذلك بعد قرار منع الصحفيين من الخروج ليلا خلال شهر رمضان، وأجمل تعبير قاله مفتاح للوزير لفتيت" إن الجمع بين الداخلية والإعلام هو زمن قد ولى". وفي ذلك إيحاء لأيام إدريس البصري الذي كان متحكما في الإعلام، وكان حينذاك هامش الحرية جد ضيق،ولايمكن انتقاد الوزير والعديد من القطاعات و. و. و. كلمة أخيرة، تحية تقدير لنورالدين مفتاح الذي أكد بجلاء أن بلادنا لازالت تزخر بالكفاءات الوازنة ذات الأقلام الجريئة والمبادىء الثابتة،أما أصحاب "البنادير" الله يهديهم. .