استياء العديد من أرباب مدارس التعليم الخصوصي من "الهجمة" الغير المبررة للوزير أمكراز

شيد ميديا: خليل أبوفدوى
من الأقول الحكيمة" إن أعداده زائدة فلا تجعل البيض في كفة واحدة"،ذلك ما ينطبق على محمد مكراز وزير التشغيل الذي شن هجوما شرسا على كل أرباب التعليم الخصوصي، ولم يفطن إلى ذهنه أن هناك مؤسسات مواطنة، لا تجعل الربح المادي هو هدفها الأول، ولا تجعل الجشع مسارا أساسيا في نظامها العام. فإن سعادة الوزير تحدث بلغة شمولية،توحي بأن كل مدارس التعليم الخصوصي لا تهمها المصالح العامة للوطن، وتحايلت على القوانين من أجل إستفادة مستخدميها من تعويضات صندوق جائحة كورونا، لكن هناك العشرات من المدارس الخصوصية أدت كل التكاليف المادية لكل المرتبطين بالعمل معها من الحارس البسيط إلى أكبر مسؤول بنفس المؤسسة ، ولم توجه أي إعلان للآباء من أجل أداء المستحقات وتركت لهم المجال واسعا في اتخاذ القرار الذي تراه مناسبا وهناك مدارس أعفت العشرات من الأداء.  وإن ماتحدث به الوزير بمجلس المستشارين أغضب مكونات التعليم الخصوصي، وبشكل خاص الفئة التي أبانت عن مساندة مادية كبيرة على كل الواجهات للأطراف المرتبطة بها... وإن بعض مسؤولي العديد من المؤسسات التعليمية الخصوصية اعتبرت خطاب الوزير بمثابة هجوم غير مبرر عليهم، ويتساؤلون  عن دواعي هذا الهجوم، بينما لم يتحدث الوزير مكراز بنفس اللغة مع أرباب المصانع الذين تجاوزوا القوانين وواصلوا فتح أبواب عشرات الوحدات الصناعية التي كانت سببا في حدوث عشرات الإصابات بوباء كورونا... وتساءلوا عن دواعي هذا التمييز في التعامل.  ولماذا تكون الأسرة التعليمية مصدر إحراج العديد من الوزراء، ويتعاملون معها بلغة الخشب ولغة خارج سياق اللباقة؟.  إن جائحة كورونا لها بالتأكيد تبعات اقتصادية سلبية كبيرة، وعلى الوزير أن يتفهم ذلك. وليست كل المؤسسات التعليمية الخصوصية في وضع مادي مريح وهذا واقع معاش، فهناك مؤسسات غارقة في الديون، وهناك مؤسسات تجد صعوبة في رسم توازنات مالية بشكل متواصل، ومن هذا المنطلق وجب على وزير التشغيل أن لايحدث بلغة شاملة في حق جميع المؤسسات. وإن خطاب الوزير لم يغضب فقط أرباب التعليم الخصوصي بل أغضب الآباء كذلك،لكون شريحة عريضة تجد كل المساندة من مالكي مؤسسات التعليم الخصوصي على واجهات أداء الواجبات المالية وليس في سياق ظروف جائحة كورونا، ولكن على امتداد مدار السنة الدراسية.ترى ماهي المقاصد الحقيقية من هجوم وزير التشغيل على أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي؟ وهل له نوايا يسعى من ورائها "لتطريق" أبواب بعضها بصفة نهائية بسبب الإفلاس المادي؟