محمد أبوسهل
إنتقل إلى عفو الله عزيز مونتاري ، و سلم الروح لباريها فجر اليوم بعد صراع مرير مع ألم إستمر ربع قرن من الزمان منذ الحادث المفجع الذي سقط ضحيته في مساء يوم السبت من شهر دجنبر 1995 بطريق زناتة ...
نعم خلال ربع قرن من الزمان عمل عزيز على تضميد جرح كسر ب رجله اليمنى ، جرح ظل يتخثر و يتعفن !!! في ظروف صحية قاسية بين حلم الشفاء و التشبث بالحياة و الرجوع لحضن الرجاء و إستئناف رحلته مع الكرة ، تعذر هزم المرض و بدأت النهاية ببثر الرجل المريضة و دفنها ... قبل الرحيل بعد ثلاثة عشر يوم على سرير المرض بأمل التعافي و مواجهة مرحلة جديدة برجل واحدة لكن الأجل لم يمهله ...و غادر !!!
هكذا هي نهاية عزيز ، الفتى المحمل بالأحلام و عشق الحياة ، إستنشق أولى النفحات سنة 1973 في حي درب ليهودي و نقله الحاج محمد رحيمي - يوعري إلى الرجاء ، و في مطلع التسعينيات شد الأنظار لاعبا موهوبا في مركز الظهير الأيمن و قابل للتحول إلى الأيسر يؤطر في فئة الشبان جواد الأندلسي قبل أن ينتقل إلى فريق الكبار تحت إشراف إيغيل ثم روغوف ... و ظهر واعدا إلى جانب جيل بصير - مستودع - عمر النجاري - جريندو - خوباش - روسي - جيناني - أولهري و غيرهم ...
كانت الحادثة مفجعة عرقلت المسار ، و قد حضي عزيز بدعم الرجاء في العملية الجراحية عقب الإصابة لكن آثار الوجع إستمر و وجد الفتى نفسه بين هموم العيش في جغرافيا الهامش و الأمل و الطموح ل الرجوع لإلى عالم الكرة الذي إقتحمه بأدواته و مؤهلات موهبته بحثا عن الأفضل لكن إستفحل الداء و إستعصى الدواء و غادر عزيز إلى دار البقاء عن سن 47 سنة ، عمر قضى فيه خمسة و عشرين سنة في صراع مع الألم...
* عزيز مونتاري * دمعة حزينة على جسد جريح و رحلة فتى موهوب أطل على عالم الكرة و إحتضنته آلاف العيون و أريد له أن يتوقف ...رحلة مقرونة بالحرج و الألم و المعاناة تفرض الإهتمام !
وداعا عزيز ...لن ننساك .