عبد الهادي خيرات..إختفاء طعن تاريخة النضالي

عبد الهادي خيرات
شيد ميديا: خليل أبوفدوى
كثيرون من المناضلين لا بحزب الإتحاد الإشتراكي وحده ،ولكن بأحزاب ونقابات متعددة كانت بالأمس القريب ترفع راية النضال ومجابهة الريع والإمتيازات من دون حق ،لتجد نفسها في آخر المطاف ذات أرصدة بنكية ضخمة ومشاريع عقارية وسيارات فارهة... وإن هذا العامل بالذات هو الذي سرب الإحباط للشعب المغربي الذي فقد ثقته في الذين كان يرى فيهم مثالا للدفاع عن مصالح المستضعفين والمحرومين من حقوقهم الإدارية والإجتماعية... إن تعداد هذه النماذج تعد بالعشرات إن لم نقل بالمئات.  اليوم نتوقف عند إسم عبد الهادي خيرات الذي شكل "للمخزن"، توجسا مقلقا في فترات تاريخية هامة، وكيف لا، وهو لم يكن يهاب السجن ولا العقاب أو الطرد من الوظيفة... كان صورة حقيقية لمناضلي الإتحاد الإشتراكي الذين لم يكونوا يتسابقون للمصالح الذاتية ، فضلوا المعاناة وغياب الإمتيازات وساروا في طريق الدفاع عن مكاسب عديدة، من نظير حرية التعبير وتطبيق قوانين الشغل وشفافية الإنتخابات وحذف الفوارق الطبقية... كان واحدا من أطر حزب الوردة الذين إذا تحدث أفاد وإذا انتقد أصاب،لما لا وهو بدأ النضال مبكرا، وبشكل خاص بمدينة فاس ،حيث تابع دراسته الجامعية والتي أنهاها بحصوله على إجازة في شعبة الأدب العربي. كان طالبا مناضلا، لم تخفه الإعتقالات المتعددة التي تعرض لها،وواصل مساره إلا أن حصل على منصب أستاذ اللغة العربية بالعاصمة الإدارية. وسرعان ماتفرغ للعمل النقابي الذي كان يشكل الذراع الأيمن لحزب الإتحاد الإشتراكي. وأصبح عنصرا صاحب التميز في اللقاءات الخطابية بكل مناطق المغربية، وتم الإجماع بسبب ذلك على منحه  مسؤولية الكاتب الوطني للشبيبة الإتحادية . تواصلت مضايقاته لكنه واصل المسير بحرص شديد على نظافة السلوك والأخلاق ليعطي حينذاك نموذجا للمناضل المتعفف. مرت حكومة التناوب، لكن لا أحد التفت لمؤهلات عبد الهادي خيرات ومساره النضالي. من هنا انطلقت شرارة تحول مساره السياسي ،فكانت البداية ببحثه عن مقعد بالبرلمان، ولما لا و"ولد بلادو" حينذاك هو إدريس البصري وزير الداخلية، وهكذا تحول عداء الأمس إلى توافق اليوم. ليحصل خيرات على مقعد بالبرلمان، وتصل فيما بعد زوجته لقبة البرلمان وتوظف ابنته في منصب وازن بالعاصمة بالرباط، من دون الحديث عن الوضع الإجتماعي المريح و. و. و. و. أليست هذه من صنف"الخيرات" ؟.بالرغم من ذلك، كانت حملاته الإعلامية يحسب لها ألف حساب، لكونه يصوب مدفعيته بجرأة كبيرة، ولو أن هذه الجرأة كلفته في الشق الثاني من مساره الحزبي حسابات عسيرة مع جهات نافذة،خرج منها بسلام بصعوبة فائقة. وهذه الجرأة جعلت مسؤولي حزب الإتحاد الإشتراكي يمنحوه مسؤولية تسيير جريدة الإتحاد الإشتراكي، وهي هدية مسمومة،لكون الجريدة في عهده وصلت إلى الحضيض الإعلامي،وأصبحت نسبة مبيعاتها مخجلة. لكن ما كان يهم خيرات هو الراتب الشهري "السمين".
أدلة وحجج لشكر... الحرب التي هزمت خيرات وجعلته يعتزل السياسة
جاءت محطة المؤتمر الوطني التاسع للإتحاد الإشتراكي، تم منح المسؤولية لإدريس لشكر، وكان خيرات غير مساند له،لتنطلق حرب طاحنة بينهما، ليصبح هدف لشكر منصبا على الإطاحة بخيرات من تسيير جريدة الإتحاد الإشتراكي، وانطلق في مسار ذلك عبر استقطاب لجنة مختصة لتدقيق الحسابات المالية للمؤسسة الإعلامية للإتحاد الإشتراكي، فوقع ماوقع، وانسحب خيرات في صمت وفضل وضع نقطة نهاية لمساره السياسي وتفرغ لمصالحه الشخصية. والكل يتساءل: لماذا انسحب خيرات بهذه الطريقة من المشهد السياسي ومن دون أي تعليق؟!.