بنسليمان... خليل الدهي،إسم سقط من برج البلدية والبرلمان بسبب خذلان محيطه

الداهي إلى جانب عامل إقليم بنسليمان
شيد ميديا: خليل أبوفدوى
الداهي شرب من خيانة أتباعه الشيء الكثير
خليل الداهي هو واحد من كفاءات إقليم بنسليمان، مستوى دراسي على أعلى مستوى، شغل مناصب عليا بالمكتب الشريف للفوسفاط وبمؤسسة الموانىء بالدارالبيضاء، حيث كان مديرا للموارد البشرية.له مسؤولية رياضية من الصنف المتميز، فهو الذي ترأس نادي أولمبيك خريبكة في فترة المجد، وكان واحدا من المنخرطين البارزين للرجاء الرياضي لسنوات طوال. له مميزات عديدة، احترام المواعيد واحترام الغير... إن أقرب معارف خليل الداهي  كانوا متأكدين أن نجاحه في المسار الإنتخابي لن يتم بالشكل الذي يتوقع،لكونه متشبت بالجانب الأخلاقي،وكلما كان المنتخب صادقا كلما كثرت محنه.. للوقوف على المحطات الإنتخابية التي مر منها الداهي لابد من توزيع فتراتها لمجموعة من الحقب وهي كالتالي: 
الداهي شرب من خيانة أتباعه الشيء الكثير
1- كيف دخل خليل الدهي للإنتخابات؟
قليلون الذين يعرفون أن أسرة الداهي كانت في صراع مباشر مع زوجة إدريس البصري (فتيحة)، وسر الصراع تمحور حول جدهم سيدي امحمد بنسليمان، فجناح والد الدهي ومن معهم كانوا يعتبرون أنهم الأولى بنيل صفة الشرفاء أولاد بنسليمان، في وقت أن زوجة إدريس البصري كانت تستغل نفوذها وكونت جمعية تتحرك بأوامرها، وأخذت تستغل مناسبة موسم سيدي امحمد بنسليمان لاستعراض معالم السلطة والجاه،بحضور الوفد الوزاري الوازن واسغلال مالية صندوق سيدي امحمد بنسليمان الذي كانت مداخيله تقدر بعشرات الملايين(واجبات الزيارة).... جاءت الإنتخابات البرلمانية، وكان من بين المرشحين محمد السليماني شقيق زوجة وزير الداخلية حينذاك (إدريس البصري)  فتم إعطاء كل التعليمات بأن يكون كرسي البرلمان من نصيبه ولو لم يحصل ولو على ورقة واحدة!!  وهو ماتم بالفعل، لكن بسبب نجاح السليماني" المشوه"،اتحد كل الخاسرين في الإنتخابات وقصدوا المحكمة الدستورية واضعين الطعن في نجاح أخ زوجة وزير الداخلية، وكانت لديهم حجج ثابتة بالتزوير، ومن دون تردد حكمت المحكمة الدستورية بإسقاط نجاح السليماني، ليتقرر إعادة الإنتخابات البرلمانية،وهنا ظهر الداهي كمرشح بارز ضمن باقي المتنافسين، وبحكم معرفته لساكنة المدينة حق المعرفة خاصة وأنه كان سابقا رئيسا لفريق المدينة الأول(حسنية بنسليمان) تجند الكل بجانبة ورفعوه على الأكتاف ووقعت اصطدامات عنيفة مع رجال السلطة وبعض المنافسين،لكن كانت الكلمة في الأخير لإرادة الساكنة ليعلن الداهي فائزا بكرسي البرلمان.. 
2-  تواجد الداهي بالبرلمان أخذه قنطرة لرئاسة البلدية 
بحلول الإنتخابات البلدية كانت الرئاسة حينذاك تحت مسؤولية مصطفى زيدان الذي حول كل المساحات الخضراء لعقارات ومشاريع، وهذا الأمر جعله يتوجس من المتابعات القضائية، وبمجرد ترشح الداهي انسحب في صمت مقابل عدم النبش في ملفاته. ليعلن الداهي رئيسا لبلدية بنسليمان... ومن هنا انطلقت فقرات اختبار ساكنة بنسليمان لوعود الداهي، واتضح يوما بعد يوم أن الداهي لم يعد قادرا على مجابهة الشباب العاطل والأرامل والأسماء التي وعدها بالعديد من الوعود.. فقرر التغيب المتواصل عن مقر البلدية، والإكتفاء بالتسيير من بعيد، ومن هنا انطلقت متاعبه،بحيث أن مساعديه تحكموا في زمام الأمور، وبدأوا أولا في بناء مصالحهم الشخصية ومن الإستفادة من العديد من الإمتيازات... وبدأ الغضب يسيطر على مشاعر الساكنة... مرت الولاية الأولى وجاءت الولاية الثانية، وبالرغم من أخطاء الداهي المتشكلة في عدم تواصله مع الساكنة، احتكم سكان بنسليمان إلى قرار الحكمة وقرروا منحه فرصة ثانية بالمجلس البلدي،وهو ماكان، لكن بمجرد عودته، سار على نفس النهج المتركز على التغيب الدائم عن مكتبه بالمجلس البلدي ولا يحضر إلا خلال الدورات والإجتماعات ذات الأهمية القصوى. ومنح مرة أخرى الصلاحية لمساعديه الذين رفعوا سيوف تشديد الخناق على الساكنة، ولا يمكن منح الرخص بالسهولة العادية،ولايمكن مساعدة ذوي المشاريع بسلاسة... فتحولت مناصرة الداهي إلى كل أشكال انتقاده والغضب صوب طريقة تسييره للبلدية.... 
3- مرحلة سقوط الداهي من كرسي البلدية والبرلمان،هذه عواملها...
من سوء حظ خليل الداهي أن فترة تراجع شعبيته صادفت مجيىء العامل عبدالمجيد العلالي، بحيث أن العلاقة بين العامل العلالي والداهي منذ الإنطلاقة سادها العداء والحرب الطاحنة، وسار الأمر كذلك، وجاءت محطة البرلمان، وكأن العامل العلالي كانت له مهمة أساسية في تحمله المسؤولية بعمالة بنسليمان وهي" إسقاط" الداهي من كرسي البرلمان، وبالفعل نجح في مهمته بشكل خارق. وكانت نتيجة ذلك تنقيل رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة بنسليمان لمنطقة بالجنوب، وعزل العامل العلالي من سلك الداخلية بصفة نهائية، لكون كل التقارير أثبتت أن الأيادي الخفية لعبت لعبتها. 
4-  الداهي.. من ضياع البرلمان إلى ضياع البلدية   
دجاء ت محطة الإنتخابات البلدية، وكان حينذاك العامل مصطفى لمعزة هو المسؤول الأول عن الإقليم، وجاء دور ساكنة بنسليمان لتصفي حساباتها مع أتباع الداهي (مجموعة من المستشارين)  ومع الداهي بنفسه ،لكونه لم يلتزم بوعوده، وبالفعل ضيع الداهي مئات الأصوات وتم منح فرصة لمنافس جديد لم يكن أي أحد يتوقع أنه سيحصل على تلك المقاعد،لكن ماكان لذلك أن يتم لو حافظ الداهي على أنصاره وأتباعه. 
5- المجلس الإقليمي... هو الباب الوحيد لإنقاذ ماء وجه الداهي أمام أنصاره وخصومه
بمصداقية كبيرة نؤكد للرأي العام، أن العامل السابق دعم الداهي بشكل كبير، لكي يحصل على منصب رئاسة المجلس الإقليمي بالإضافة إلى إسم استقلالي بارز بإقليم بنسليمان كان طموحه الأول هو حضور حزب الميزان في بباب المسؤولية. وهذا ماتحقق في نهاية المطاف. 
6- خلاصة عامة
بالديباجة التي افتتحنا بها هذا المقال نختتم بها معطياته،فخليل الداهي ، أدى ثمن مسار انتخابي لم يتقن الخدع التي ينطوي عليها،وإنه وضع ثقته في متعاونين خذلوه وقضوا مصالحهم الذاتية وساكنة بنسليمان تشهد على ذلك. وكيفما كان الحال، فيبقى خليل الداهي ذلك الإطار المثقف، الذي يشهد له بالكفاءة وحسن السلوك. وإن خذلته خطته في الإنتخابات فإنه لم يسلك ما تتطلبه الإنتخابات من أسلحة وخدع.