شيد ميديا: خليل أبوفدوى
بالرجوع خطوة واحدة للوراء، نستخلص العديد من الخلاصات التي جعلت بعض العمال الذين تحملوا المسؤولية بإقليم بنسليمان، يتحكمون في دواليب كل القطاعات الحيوية.. وآخر التجارب في هذا السياق تعود لعهد العامل السابق، هذا الأخير الذي كان هو صاحب كل القرارات الحاسمة سواء بكل أقسام العمالة أو ببلدية بنسليمان على وجه الخصوص ، و السير العادي للبلدية كان يتم بأوامره، ومن أراد نموذجا لهذه الأوامر، عليه التأكد من كيفية إعفاء منعش عقاري من الواجبات الضريبية اتجاه بلدية بنسليمان والتي قاربت المليار سنتيم... وليست شؤون البلدية وحدها التي كانت تحت التعليمات الخاصة لنفس العامل، فأنشطة الجمعيات ودعمها المادي كانت توضب برامجها بمكتبه... وهناك أشياء وأشياء لاتتم إلا بتعليمات منه.. الخلاصة من كل هذه المعطيات، انه ماكان لهذا التدخل في شؤون مهام أخرى من طرف نفس العامل لو وجد كفاءات تعرف مالها وما عليها، وقادرة على انتقاذ العامل نفسه في حالة تجاوزه لمهامه... لكن تأكد العامل المذكور أن هذه النخب لاتهمها المصالح العامة التي تتواجد من أجلها،بل همها الأساسي هو البحث عن المصالح الشخصية. (ومن نفذت له طلبا شخصيا اليوم سار رهن إشارتك غدا). اليوم، يعيش إقليم بنسليمان عهدا جديدا، وإن كانت لنا بعض المؤخذات على العامل الحالي، فإنها إجرائية وليست جوهرية ، وبالرغم من ذلك ،فإنه يستحق التقدير والإشادة، لسببين أساسيين:1 -مسؤول يتسم بالشفافية ونزاهة القرارات وقطع مع نمط العلاقات المتسمة بالقيل والقال2- القطع مع السلوكات السابقة المتجلية في التدخل في شؤون الغير، ووضع حد لأسلوب المعاملات الخارجة عن المسار القانوني والسليم. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، لقد عاش مجموعة من الأطفال بمدينة بنسليمان في الآونة الأخيرة حالة من التشرد، ووجدوا أنفسهم يفترشون الأرض وغطاؤهم السماء،وقوتهم بيد الله تعالى.. هؤلاء الأطفال، كانوا بمؤسسات خيرية محلية،لكن سنهم لم يعد يسمح لهم بالبقاء في نفس المؤسسات،وهو الأمر الذي جعل الإدارة لم تعد تسمح لهم بالبقاء في الخيريات المذكورة.. وقرروا التواجد بشكل جماعي بجوار أحد المساجد بحي الفراح ببنسليمان في ظروف تثير الشفقة ،وإن هذا المشهد المثير لهؤلاء الأطفال لم يحرك مشاعر المنتخبين وممثلي الجمعيات المحلية،الكل ظل يتأسف ومن بعيد... وهنا يتأكد، بأن المبادرات الإحسانية في هذه المدينة لاتتم لوجه الله،بل أصبحت الأوراق الإنتخابية هي المتحكمة فيها... وفي عز هذه الأجواء المقلقة التي تعيشها بلادنا من جراء الحيطة من وباء كورونا، واصل المنتخبون إهمالهم للوضع المتردي لهؤلاء الأطفال المشردين، يتأملون في وضعهم عن قرب ويتأسفون من بعيد... ومرة أخرى،كان تدخل السلطات الإقليمية حاسما بتعاون مع رجال الأمن،حيث، تم اتخاذ مبادرة تستحق الإشادة عقب إيجاد مكان يأويهم وإيجاد حل لتغذيتهم في ظروف مريحة. وواقع الحال،فإن هذا الدور هو منوط بالمنتخبين، لكن هذه النازلة أكدت أنهم لايهتمون إلا بالأمور التي تفيدهم شخصيا... لكامل الأسف، ليست هذه هي فصيلة المنتخبين التي تخدم التنمية وتترك بصمات الإنجازات المنتظرة. و على ساكنة بنسليمان،أن تستخلص الدروس مما مر عليها من تجارب سلبية وتعيشه حاليا بنسبة أكثر.