بنسليمان... الجهات المسؤولة تقوم بمهامها على الوجه الأكمل، لكن، أين هو دور المجتمع المدني؟


مشهد من تعبئة المسؤولين ببنسليمان
شيد ميديا: خليل أبوفدوى
منذ تطبيق أول خطوة من الخطوات الإحترازية المرتبطة بالتصدي لوباء كورونا، تجندت كل الجهات المسؤولة بإقليم بنسليمان سواء بالحواضر أو بالبوادي، من أجل توعية الساكنة وتنبيهها بالشروط ومقومات الإحتياطات الواجب إتخاذها،من الحفاظ على سلامة الجميع من هذا الوباء.  وإن عدم وجود أية حالة مصابة بهذا الوباء بكل تراب إقليم بنسليمان ، يرفع بشكل كبير من معنويات الجميع بهذا الإقليم، والكل متسلح بعزيمة الحفاظ على هذا المكسب الكبير المتمثل في صفر حالة. وإن حرص السلطات الإقليمية والمحلية ورجال الأمن ورجال الدرك والقوات المساعدة على التتبع الآني لكل التحركات ،عبر المعاينة والمراقبة لكل المتواجدين خارج منازلهم يشكل حرصا فعالا من أجل مواصلة التعبئة وذلك لغاية أن يكون إقليم بنسليمان نموذجا يحتذى به، عبر قهر هذا الوباء بإتخاذ الإحتياطات اللازمة.  هذا من الواجهة التنظيمية والإدارية والواجب الوطني.  لكن هناك واجهة أخرى أساسية، لاحظ  الرأي العام بهذا الإقليم غيابها بشكل كلي، ويتعلق الأمر في التآزر الإجتماعي والإلتفاتة المادية لمن في أمس الحاجة للدعم، بحكم توقفهم عن العمل أو بسبب ظروفهم الإجتماعية القاهرة. وإن هذا الدور هو منوط بالمجتمع المدني،ففي كل جماعة ترابية نجد عشرات الجمعيات، تتسابق سنويا لملء الملفات الخاصة بالدعم لتنظيم المهرجانات أو بعض الأنشطة المتواضعة.  وتبقى مدينة بنسليمان محطمة لكل الأرقام القياسية في عدد الجمعيات والتي تفوق 300 جمعية. هانحن الآن في حالة ماسة لكفاءة المجتمع المدني وأريحيته من أجل دعم المحتاجين في هذا الظرف الخاص الذي تجتازه بلادنا. وللأسف الشديد،الكل أبان عن براعته في"الشفوي"، من نظير التزموا منازلكم،لاتخرجوا....نعم، هذه نصائح وجيهة،ولكن، اعلموا جيدا أن المواطن أصبح له وعي، وله الآن ثقافة مستفيضة تمكنه من كيفية الإحتياط من هذا الوباء.  لكن ،الذي لم يجده سكان بنسليمان في المجتمع المدني هو المؤازرة الإجتماعية والتي لازالت لحد الآن غائبة ولايريدونها قطعا أن تتم من طرف المنتخبين الذين يبحثون عن اصطياد الأصوات الإنتخابية ولو في الجنائز. بينما ممثلوا الجمعيات هم ذووا المسؤولية في هذا الباب ولهم كل الدور الأساسي، وبشكل خاص الفئة التي استفادت بالأمس القريب من ملايين عديدة من المال العام، لأجل برامج مسطرة على الورق لكامل الأسف.  إنها أزمة، سنجتازها بحول الله بسلام، بفضل مجهودات كل المغاربة ملكا وشعبا ومسؤولين، لكن، سينكشف الوجه الحقيقي لمن يسمون أنفسهم  جمعيون.  لاننكر،أن هناك جمعيات مدنية تستحق التنويه والتقدير،لكن للأسف الشديد، الأغلبية الساحقة تبحث عن المصالح الذاتية، وهاهو الدليل القاطع أمام مرأى الجميع.